الحمائية الأمريكية تهدد التعاون الزراعي الصيني الأمريكي والمزارعون يدفعون الثمن

المؤلف: «عكاظ» (نيويورك) OKAZ_online@08.26.2025
الحمائية الأمريكية تهدد التعاون الزراعي الصيني الأمريكي والمزارعون يدفعون الثمن

أفاد السفير الصيني لدى واشنطن، شيه فنغ، بأن السياسات الحمائية التي تنتهجها الولايات المتحدة تعرقل بشكل جلي التعاون الزراعي المثمر مع الصين، محذراً بشدة من مغبة تحميل المزارعين الأعباء الناجمة عن النزاعات التجارية المحتدمة بين أكبر قوتين اقتصاديتين على مستوى العالم، وذلك في أعقاب الإجراءات التي اتخذتها واشنطن للحد من شراء الخصوم الأجانب للأراضي الزراعية الشاسعة.

وأوضح شيه، استناداً إلى نص الخطاب الذي قامت السفارة الصينية بنشره على الملأ: «من الواضح والجلي أن الحمائية متفشية على نطاق واسع، الأمر الذي يلقي بظلال كثيفة من الشك والريبة على التعاون الزراعي الوثيق بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية».

وفي سياق خطابه المؤثر الذي ألقاه خلال فعالية هامة لصناعة فول الصويا في واشنطن، كشف شيه النقاب عن أن الصادرات الزراعية الأمريكية المتجهة إلى الصين قد انخفضت بنسبة تقارب 53% خلال النصف الأول من العام الحالي بالمقارنة مع الفترة ذاتها من عام 2024، مع تراجع ملحوظ بنسبة تقدر بنحو 51% في صادرات فول الصويا تحديداً.

وأكد شيه بكل وضوح: «المزارعون الأمريكيون، شأنهم شأن نظرائهم الصينيين الكادحين، يتميزون بالاجتهاد والتفاني والتواضع الجم، ولا يجوز مطلقاً أن يتم الزج بالزراعة في أتون الصراعات السياسية الضارية، كما لا ينبغي بأي حال من الأحوال إجبار المزارعين على تحمل وطأة وتبعات حرب تجارية طاحنة».

وشدد السفير الصيني على أن الزراعة تمثل مجالاً رحباً وواعداً للتعاون البناء، كما أنها تشكل دعامة أساسية للعلاقات الثنائية المتينة. وأشار قائلاً: «تتمتع الصين بميزة نسبية واضحة في المنتجات التي تعتمد على الأيدي العاملة الكثيفة، في حين تتفوق الولايات المتحدة الأمريكية في إنتاج السلع التي تتطلب استخداماً مكثفاً للأراضي الشاسعة من خلال الاعتماد على الإنتاج الآلي الواسع النطاق».

وفي الشهر المنصرم، صرح وزير الزراعة الأمريكي بروك رولينز، بأن واشنطن سوف تفرض قيوداً صارمة على شراء الأراضي الزراعية من قبل «الخصوم الأجانب»، بمن فيهم جمهورية الصين الشعبية.

هذا وقد أعلنت وزارة الزراعة الأمريكية في بيان رسمي أنها قامت بطرد ما يقرب من 70 باحثاً متعاقداً أجنبياً بعد إجراء مراجعة دقيقة للأمن القومي تهدف بشكل أساسي إلى تأمين إمدادات الغذاء الأمريكية من الخصوم المحتملين، بما في ذلك الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران.

إلا أن شيه رفض بشدة تلك المخاوف الأمريكية المتزايدة، قائلاً بلهجة الواثق: «يمتلك المستثمرون الصينيون ما يقل عن 0.03% فقط من إجمالي الأراضي الزراعية الأمريكية، فمن أين إذاً يأتي هذا الادعاء الزائف بوجود تهديد حقيقي للأمن الغذائي الأمريكي برمته؟».

جدير بالذكر أن الصين كانت قد فرضت في شهر مارس الماضي رسوماً جمركية باهظة تصل إلى 15% على مجموعة واسعة من المنتجات الزراعية والغذائية الأمريكية التي تقدر قيمتها الإجمالية بنحو 21 مليار دولار أمريكي، وذلك كرد فعل طبيعي ومنطقي على الرسوم الجمركية الأمريكية الشاملة. وفي سياق متصل، عمدت واشنطن وبكين هذا الشهر إلى تمديد الهدنة التجارية القائمة بينهما لمدة 90 يوماً إضافية؛ مما أدى إلى تجنب فرض رسوم جمركية باهظة من خانة العشرات على سلع ومنتجات كل منهما.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة